منهجية دراسة النحو

منهجية دراسة علم النحو

من المفروض أن الطالب المبتدئ يقرأ كتابا في فقه اللغة قبل البدء في قراءة كتب هذا العلم، ولكن جرت العادة على خلاف ذلك، فيبدأ الطالب بقراءة كتب النحو والصرف وفي الغالب يكتفي بذلك ولا يدرس أصول علم اللغة، مع أن أصول علم اللغة بمثابة علم أصول الفقه للفقه أو علم مصطلح الحديث لعلم الحديث، أي بمثابة الآلة والمقدمة لتعلم علوم اللغة.

وإليكم المنهج المعروف الذي عليه أكثر العلماء في تعلم علم النحو

مرحلة المبتدئين

كتاب الآجرومية

ولها عدة شروح، وقد قام أحد الإخوة بجمع روابط شروح الآجرومية التي عثر عليها من مبطوعات وتسجيلات، وقد أحسن وأجاد – جزاه الله خيرا -، ومن أشهر شروح الآجرمية: التحفة السنية.

ويضاف على ذلك نظم الآجرومية لابن أبّ الشنقيطي (وفي الرابط شرح صوتي للشيخ الحازمي)

شرح الشيخ عصام البشير المراكشي

نظم المجرادي في الجمل (من متون المغرب)

أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن عمران الفَزَاري السَّلاوِيُّ ، الشهير بِالْمِجْرَادِيِّ ،
المتوفى سنة 778 هـ، له قصيدة من بحر الطويل تقع في 71 بيتا ، نظمها في قواعد الإعراب
في جميع ما يتعلق بالجملة وأقسامها و الظرف والجار و المجرور ومسائل أخرى وسَمَّاهَا «لامية الْجُمَل»

وله عدة شروح

تقريب المبتدي من نظم المجرادي للباحث المغربي المراكشي علال نوريم (الكتاب رفع في الملتقى عدة مرات، تجده في مرفقات أحد المشاركين لأن الروابط الخارجية لا تعمل).

مبرز القواعد الإعرابية من نظم المجرادية للرسموكي (بالكاف الفارسية، الرابط للمخطوط فلم أجد التحقيق مرفوعا، وبالراطب كتب أخرى في النحو)

شرح نظم المجرادية في الجمل للعلامة بيورك عبد الله بن يعقوب السملالي (مكتبة دار الرشاد)

شروح صوتية

شرح المجرادية من مسجد السنة

كتاب متن الزواوي (من متون المغرب)

شروح صوتية

شرح الشيخ عصام بشير المراكشي

شرح الشيخ عبد الله نيني

كتاب لامية الأفعال

كتاب ملحة الإعراب

مرحلة المتوسطين

كتاب قطر الندى

(وهو بمثابة المقدمة لألفية ابن مالك، وكأنها نثر الألفية)

ألفية ابن مالك

ومعه شرح ابن عقيل على الألفية

وشرح المكودي على الألفية بحاشية بن فرحون

ثم أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك

مرحلة التخصص

الكافية لابن حاجب

ألفية ابن معطي مع شرحها الصفوة الصفية

الكتاب لسيبويه

الأشباه والنظائر للسيوطي

وإليكم ما كتبه أحد الإخوة نقلا عن الشيخ الحازمي في منهجية تعلم هذا الفن:

ذكر الشيخ أحمد عمر الحازمي في إحدى دروسه منهجية دراسة النحو فارتأيتُ تفريغ ما قال لتعم الفائدة وقد كان – ولله الحمد – وها هي بتصرف يسير جدا – :

” … الآجرومية فملحة الإعراب فقطر الندى هذه كالسلم للألفية ، ولذلك إذا اعتنى طالب العلم بالمتن الأدنى استراح في الأعلى إذا ضبط الآجرومية ضبطا عن ظهر قلب حفظا وفهما كفاه في الملحة ؛ لأن جُلّ الآجرومية بل كلها إلا اليسير مسائل معدودة على الأصابع تعد كلها أو جلها موجودة في ملحة الإعراب ، فإذا جاء يدرس ملحة الإعراب مثلا سيجد أن ثَمّ علم مكرر ، حد الكلام مكرر :
حد الكلام ما أفاد المستمع … نحو سعى زيد وعمرو متبع
” حد الكلام ما أفاد المستمع ” هذا التعريف هو عينه تعريف ابن آجروم وإن كان تعريف ابن آجروم أحسن : الكلام هو اللفظ المفيد بالوضع . إذن كفاه . إذا ضبط الأول هل يحتاج إلى أن يقول في الثاني أنه يحتاج زيادة معرفة ؟ لا . إنما يذكر له ما يلزم في العلم على ما شرح له في العلم الأول إن كان المدرس هو نفسه ؛ لأنه يعرف ما قال وما ترك .
ونوعه الذي عليه يبنى … اسم وفعل ثم حرف معنى
هذا في الملحة . وهناك في الآجرومية قال : وأقسامه ثلاثة : اسم وفعل وحرف جاء لمعنى . هل هناك فرق بينهما ؟ لا . ليس ثَمّ فرق بينهما .
إذن الذي يضبط الأول يستريح في الثاني ، كذلك الآجرومية والملحة إذا قلنا الملحة في بطنها الآجرومية ، كذلك من ضبط زيادات الملحة علىالآجرومية ولابد أن تكون زيادات بل أبوابا : بوّب للنسب ، وبوّب للتصغير ، وبوّب للعدد ، وبّوب لجمع التكسير ، وبوّب للحروف الزائدة ، وبوّب للبناء ، هذه الأبواب كلها ليست في الآجرومية ، فيعتني بهذه الأبواب الزائدة على الآجرومية .
إذن كل ما ذكر في الآجرومية فهو في ضمن الملحة ، ويعتني الطالب بزيادات المعلم على ما ذكر له في الآجرومية على شرحه للملحة ، ثم بعد ذلك يعتني عناية فائقة بما زيد من الأبواب ، إذا درس الملحة بهذه الصورة ضبطا وفهما وحفظا وجاء إلى المرحلة الثالثة وهي قطر الندى مع شرحه لابن هشام ؛ أقول على حسب اطلاعي وعلمي أنه نثر الألفية . ما من مسألة موجودة في هذا المتن إلا وهي منظومة عند ابن مالك – رحمه الله – إلا اليسير جدا تعد على الأصابع … إذا ضبط قطر الندى على هذه الصورة وخاصة إذا تمكن من مجيب الندا إلى شرح قطر الندى فهو أجود بكثير من شرح صاحب الكتاب !. وهذه سُنّة : أن من شرح متنه غيره أجود من شرح صاحب المتن . لماذا ؟ لأن الشارح الكاتب نفسه هو يعرف مقاصده فلا يعتني بالمقاصد وإذا جاء غيره يشرح لا يعلم من مقاصده حينئذ فيقول : لعله أراد كذا ، فإن أراد كذا … فيفكك عبارة المتن تفكيكا قد لا تجده في غيره .
ولذلك من العجيب الغريب أن يقال في كشف الظنون : أن ابن مالك شرح ألفيته ولكن لم تصل إلينا . وإن كان بعضهم ينسب أن أول شارحللألفية هو ابنه بدر الدين ، لكن إن ثبت أن ابن مالك شرح ألفيته فحينئذ نقول : أول شارح هو ابن مالك ولكن لم تصل لهذه العلة وهي : أن عناية طلاب العلم والعلماء وأهل العلم بالمتون من غير أصحابها .
ابن الحاجب – وإن كنا سنستطرد – له كتابان : الكافية والشافية الكافية هو شرحه بنفسه ، ولكن أين الشرح ؟ هو موجود ومصور ولكن لم يشتهر كما اشتهر شرح الرضي ، لذلك يعتبر شرح الرضي على الكافية من أهم كتب النحو ، ويقرأ بعد الألفية بل هو العمدة ، الألفية ليست مشهورة في كل البلدان . لا . لذلك الشوكاني – رحمه الله – في أدب الطلب لما قسم الطلاب في أربع مراحل وذكر الدرجة الرابعة أو النهاية في فن النحو ذكر الكافية وشروحها ونص على شرح الرضي . لا تعرف الألفية هناك . لا . لا تحفظ لا في الهند ولا في باكستان إنما الذي يحفظ ويذاكر ويعتمد عليه من طلاب العلم هو : الكافية وشروحها …
إذن نقول هذه السلسلة : الآجرومية ثم الملحة ثم قطر الندى ثم الألفية .
نقول طالب العلم الشرعي نقول طالب العلم الشرعي هذه تكفيه ، أما المتخصص : هذا يتوسع ، ينظر في كتب عديدة ، ينظر كتاب سيبويهالكتاب المشهور ، وكذلك ابن يعيش شرح المفصل جيد ، وكتب السيوطي أيضا تلحق بألفية ابن مالك ، وخاصة الأشباه والنظائر ، له الأشباه والنظائر في الفروع وله الأشباه والنظائر في النحو ، الطبعة الأولى في أحد عشر مجلدا ، وأظنها طبعت مرة أخرى في أربعة مجلدات .
هذا الكتاب – الأشباه والنظائر – يعتبر كقواعد ابن رجب في الفقه ، نُنَظّر حتى تكون الصورة واضحة : ما منزلة قواعد ابن رجب في الفقه ؟ ضبطت الفقه الحنبلي ، لذلك بعضهم عدها كثيرة على ابن رجب لقوتها وقيل إنه جمعها من كلام ابن تيمية – رحمة الله عليهما – ، والأشباه والنظائر للسيوطي كقواعد ابن رجب في الفقه يعني أنه ضبط أصول النحو ، وجمع من كتب لا يكاد يطلع عليها إلا مثل السيوطي – رحمه الله – ولذلك لمّا ترجم له الشوكاني في البدر الطالع قال : أما كونه سيبويه النحو فلا شك . اعترف له بأنه سيبويه ، بلغ الدرجة القصوى في اللغة العربية بعمومها ليس في النحو فقط ، ولذلك ألّف ألفية في النحو اختصر ألفية ابن مالك واستدرك عليه وزاد عليه ، فزاد ثلاثمائة بيت ، زاد أبوابا لم يبوب لها ابن مالك – رحمهما الله تعالى – أيضا في المعاني – الذي هو البلاغة – نظم التلخيص في ألفية وزاد عليه من تحقيقات و … ” (المصدر:http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=51187)

هذا المنشور نشر في اللغة العربية, المنهجية. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق